رجل رقيق القلب

كنت قد كتبت فى تدوينتى السابقه عن ابى الذى هو الغائب الحاضر

ولكن عند زيارتى له يوم السبت فى النيابه لفت نظرى احد الاخوه الكبار فى السن والمقام كنت اول مره اقابله فى حياته

انه عمو نبيل مقبل .....رجل رقيق القلب...بشوش دائما

عندما قابلنا فى النيانه سلم علينا وهو يضحك ويقول انا قد جدكم

لم يكن يبالى بشىء الا بزوجته المريضه التى قاربت على السبعين

انسان متواضع جدا

ذكرنى بصحابه رسول الله عندما ذهبوا اليه ليخرجو معه فى الغزو وهو لا يجد ما يحملهم عليه

فيرجعوا واعينهم تفيض من الدمع

هكذا كان حاله عندما يسمع عن اعتقال مجموعه من الاخوان وهو لا يستطيع ان يمد اليهم يد المساعده

فكان يبكى لحال اخوانه

فهل لنا ان نبكى لحاله

حسبنا الله ونعم الوكيل

بسم الله الرحمن الرحيم

مش عارفه ابدا الكلام منين

كنت لسه من ايام معدوده بفتح جوابات بابا الى كان بيبعتهالى وهو فى المعتقل ايام الخمس سنين

كنت ساعتها فى رابعه ابتدائى وخرج وانا فى ثانوى

كان بيكتبلى جواب فى كل مناسبه

قبل الامتحانات .....يحطلى جدول ويقولى ازاى اذاكر وازاى انظم وقتى فى الامتحانات

كان بيبعتلى جواب فى كل مناسبه دينيه زى الهجره والمولد ورمضان وينصحنى ازاى استغل المناسبه دى فى طاعه المولى

فى العيد كان بكتبلى ازاى ادخر فلوسى واخرج منها جزء للصدقه

عملت عمليه الزايده...ساعتها بعتلى جواب يقولى  انه كان نفسه يبقى جمبى ساعتها وانه بيدعيلى دايما

ولا انسى ابدا القصص الى كان بيجبهالنا...كنا فى الزياره نقرا القصص ونسيبه مع ماما

كانو بيسمونا اسره مثقفه

بجد يا بابا حتى وانت بعيد بتبقى معانا بروحك فى البيت

عمرك ماحسستنا انك بعيد عنا

انت مش معانا بجسدك بس معانا بروحك ونصايحك الدايمه

ويارب اجعل هذه الحبسه فى ميزان حسناتك وحسناتنا

اللهم رضينا واياك

وانزل السكينه على قلوبنا

واربط على قلوبنا وثبتنا ياعزيز يا رحيم

معلش الكلام متلخبط بس انا مرتبتش الكلام وسبته يخرج كده

سامحونى

وماذا بعد الذكريات

كنت قد كتبت فى تدوينه سابقه عن الذكريات والمواقف التى مر الانسان بها....تكلمت عن اختلافها من حيث مضمونها فمنها السعيد ومنها الحزين و......................الخ

ولكن.................هل تتوقف الذكريات عن كونها ذكريات ام انها تتطور معنا لتصبح اكبر من كونها ذكريات؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اذا نظرنا لمجموع ذكرياتنا مضروبه فى بعضها ...نجد ان تلك الذكريات اكبر بكثير من كونها ذكريات

فلو نظرنا لانفسنا نجد كيف ىساهمت كل تلك المواقف والاوقات السعيده والحزينه والعصيبه من تشكيلنا من جهات عديده

التفكير....نظرتنا الى انفسنا...اكتشاف انفسنا....ثقتنا بانفسنا...تصرفنا مع غيرنا...اتجاهاتنا...زمبادئنا....اعتقادتنا

كل هذا كان نتاج المواقف التى مررنا بها

مع العلم ان لكل واحد منا تطوره الخاص

واعنى بذلك اننى لو عشت ذكريات غيرى فلن اصبح مثله ....لان لكل واحد منا سماته الشخصيه التى تعالج تلك الذكريات بما يناسبها

وذلك ما كنت اعنى به اختلاف ردود افعالنا فى تدوينتى السابقه

ولعل الكثيرين يتسائلون لماذا اكتب عن هذا التطور الذى هو نتاج الذكريات...ما الفائده من هذه التدوينه؟؟؟؟

احببت فقط ان اشارككم فيما يجول فى عقلى من افكار ولربما انتفع البعض مما انتفعت به عندما جال فى خاطرى تلك الافكار

فقد تذكرت فى لحظه صفاء مع نفسى كم من الذكريات لم اكن اتوقع ان اكون انا هى بطله تلك الذكريات

لا لشىء الا للاختلاف الكبير بينى وبين تلك الذكريات

فاخذت احلل تلك الذكريات الى ان وصلت الى انها هى من شكلتنى الان

فحمدت الله كثيرا عن ان هدانى لمعالجه تلك المواقف والذكريات فى طريق التطور السليم ...وليس تطور يطيح بى الى انتكاس بدلا من تطور

كما استغفرت ربى على ذنوب ومعاصى منها ما هو قريب ومنها ما هو بعيد يكاد لا يذكر....كى تظل صفحتى بيضاء

واخييرا.....فليتذكر كلا منا انه سيقف وياخذ صحيفته يوم القيامه...مكتوبا فيها كل صغيره وكبيره

فاقرا صحيفتك الان....واختر اتجاه تطورك

وقريبا ان شاء الرحمن...اكتب عن تطورى الذاتى خاصه فى مسار تفكيرى

اعتذار

اعتذر لتاخرى عليكم اولا

واعتذر ثانيا انى مش هقدر اكتب تدوينتى دلوقتى وده لانى مشغوله جدا بالتحضير لسفرى غدا الى بيت الله الحرام

ارجو ان تدعو لى بان يتقبل الله منى ويجعلها عمره فى ميزان حسناتى 

ان شاء الله ارجعلكم بعد 10 ايام